أحلى حياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحلى حياة

منتدى أحلى حياة لحياة أفضل
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حمى العالم بالحمى القلاعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو ماجد

أبو ماجد


عدد الرسائل : 115
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

حمى العالم بالحمى القلاعية Empty
مُساهمةموضوع: حمى العالم بالحمى القلاعية   حمى العالم بالحمى القلاعية I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 16, 2008 10:54 am

نهى سلامة

لم تفق أوروبا بعد من مصابها بجنون البقر، حتى فوجئت بشبح مرعب يخيم بظلاله على قلاعها الحيوانية، ألا وهو الخطر الداهم المسمى بـ "الحمى القلاعية"(foot and mouth disease).

فلماذا كان هذا القلق الشديد؟ هل لأن هذا المرض يصيب الإنسان كما هو الحال فى جنون البقر.. أم أن له خطورة حقيقية على الثورة الحيوانية لا نعلمها بدقة؟

أين مكمن الخطر؟

مرض الحمى القلاعية.. مرض فيروسي.. ينتشر بسرعة مخيفة، ويتحول إلى وباء داهم في البـقر والخنازيـر والخـراف والماعـز…أو كل الحيـوانات ذوات الظلـف المشقــوف “cloven- hooved” (سمي بالقلاعية؛ لأن الظلف قد يقلع تماما من مكانه بسبب الالتهابات) بل إنه قد يصيب حيوانات البرارى النباتية كالغزلان والجمال والزراف والظباء، حتى الأفيال قد تكون معرضة للإصابة، وتبقى هذه البرارى المفتوحة حاملة للفيروس لفترة طويلة.

لم يثبت علميًّا أن المرض يصيب الإنسان، في عام 1967 شخص واحد فقط شخصت حالته على أنها إصابة بهذا المرض، ولم تثبت حالات أخرى سابقه أو لاحقة. نظريًّا، قد يصاب الانسان بهذا الفيروس من خلال جروح الجلد أو في المعمل أو من شرب اللبن الملوث بالمرض.. أو حتى باختلاطه بأدوات ملوثة من المراعي المصابة، ولا يصاب به عن طريق أكل لحومه.

والأعراض تكون خفيفة على شكل حمى، وتقرحات في الفم وعلى جلد اليدين والقدمين بصورة مؤقتة، ولا تمثل مشكلة صحية مؤرقة. أما إن سألت عن علاجه؛ فيرد عليك العلماء بقولهم: كيف تعالج نفسك إذا أصابك فيروس الأنفلونزا؟

والخطورة المرعبة تكمن في الثروة الحيوانية التي قد تدمر بالكامل، وتؤدي إلى خسائر اقتصادية عاتية تقدر بالملايين، بل بالمليارات من الدولارات. إذًا "العدوى" هي مصدر الخطورة؛ فنسبة الإصابة بالمرض قد تصل إلى 100%، ونسبة الموت تتراوح بين 5% (في الحيوانات البالغة) إلى 75% في صغار الخنازير والخراف. وكما نرى؛ فإن نسبه الموت ليست بالصورة المخيفة…فما الذي يحكم بالإعدام على هذه الثروة؟

يقول العلماء البيطريون: إن خير وسيلة لوقف انتشار هذا المرض هي إعدام الثروة الحيوانية المشكوك في إصابتها، ثم حرقها ودفن نفايتها؛ فانتظار الحيوان حتى يتماثل للشفاء يسبب كارثه مدمرة، كما أنه قد يصبح حاملا للمرض لمدة طويله تتراوح بين 18 إلى 24 شهرًا في البقر، وشهر إلى شهرين في الخراف، ولا تحمل الخنازير الفيروس في أجسامها.

حتى إذا تماثل الحيوان للشفاء؛ فإنه يفقد كمية كبيرة من لحمه، ولا يستطيع عادة أن ينتج ما كان ينتجه من اللبن. إذًا فبالحسابات الاقتصادية.. يصبح "الإعدام" هو الحكم.

تاريخ الإصابة

كانت أول حالات إصابة سجلها التاريخ في عام 1929 فى شمال القارة الأمريكية، ثم كانت إصابات متفرقة على مدار السنوات التالية؛ منها وباء عام 1967 فى بريطانيا، حينما انتهى بإعدام442.000 حيوان تأكد المرض في 2.364 حيوان منهم. أما أحدث الإصابات؛ فكانت في عام 1981؛ حيث قتل 200 بقرة و369 خنزيرًا في بريطانيا أيضًا.

ومما يخيف العلماء من إصابة عام 2001 أن التقديرات الأولية لوباء هذا العام، تفوق بمراحل كبيرة الكوارث السابقة؛ فقدر العلماء الأيرلنديون مستوى الإصابة في عام 2001 بأنها تعادل سبعة أضعاف الإصابة السابقة.

فيروس المرض

فيروس الحمى القلاعية فيروس عالي الانتشار، وغير معروف المصدر بدقة؛ حيث ينتقل مع الأتربة العالقة في الجو، ويدخل من خلال الجهاز التنفسي، كما هو الحال في إصابات البقر، وقد تكون العدوى من خلال التلامس مع بقر مصاب، أو تناول بقايا اللحوم المريضة التي تستخدم كطعام للحيونات الأخرى.

والإنسان نفسه قد يكون ناقلاً للعدوى عن طريق لباسه أو حذائه أو أدواته الملوثة، وهناك ما يقرب من سبعة أنواع أساسية للفيروس يليها عترات serotypes عديدة، تتفاوت في قوتها، ولها جاذبية تجاه الأغشية المبطنة لجلد القدم والفم (ومنها جاء الاسم بالإنجليزية) والقناة الهضمية.

يُكوِّن الفيروس حويصلات مبدئية ليدخل من خلالها إلى الجسم، خلال 24 إلى 48 ساعة، ويمر في مجرى الدم، ويسبب الحمى التي تستمر من يوم إلى يومين، ثم يخرج الفيروس في لعاب الحيوان المصاب أو في لبنه أو بوله أو برازه، وتنفجر هذه الحويصلات بعد حوالي 24 ساعة؛ فيخرج منها سائل عكر أو شفاف، وتترك المنطقة ملتهبة ومؤلمة للغاية؛ مكونةً للقرح المحاطة بأجزاء من الخلايا المحطمة، التي تندمل في خلال أسبوع أو اثنين، ويستطيع هذا الفيروس الحياة طويلاً في الجثث المصابة، ومنتجات الحيوان، وفي بقايا مائه، وفي فرشته أو في شعره وصوفه، كما هو الحال في الخراف، حتى المراعي نفسها تكون حاملة للفيروس.

والإصابة بنوع من الفيروس لا يعطي مناعة مكتسبة للأنواع الأخرى، بل قد يصيب الحيوان أكثر من نوع من الفيروسات في وقت واحد، ويتأثر الفيروس ببعض التأثيرات الجوية، مثل: الحرارة، والجفاف، والتركيز الهيدروجيني PH الأقل من 5PH، ولكنه يستطيع مقاومة درجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى درجات التجمد.

ومما يزيد من صعوبة تشخيص هذا المرض هو أن أعراضة مشابهة لأعراض أمراض أخرى، كالالتهاب المحبب، والقدم العفن، واللسان الأزرق، والطاعون البقرى.

أعراض أخرى للمرض

يظهر على الحيوان أعرض أخرى متعددة غير القروح المميزة التي تظهر في أماكن الجلد الرفيع في اللسان والشفاه والفم واللثة، وبين أربطة الأقدام، وفى حلمات الصدر، وغيرها من هذه الأعراض الأخرى مثل: ارتفاع في درجة الحرارة - الرعشة - فقدان الشهية للطعام بسبب آلام اللسان والفم - العرج الواضح والميل إلى الدعة بسبب آلام القدم – هبوط حاد في إدرار اللبن - التهاب الثدي - لعاب رغوي لزج - الإجهاض أحيانًا - قد يعاني صغار الحيوانات من التهابات عضلة القلبmyocarditis والتي تتسبب في قتلها.

الحمى في العالم الغربي.. والعربي

بريطانيا تصرخ.. فرنسا في حالة تأهب لإعدام 50,000 حيوان.. إسبانيا وألمانيا وهولندا تحت الخطر.. الـ"بي بي س BBC" تعلن ظهوره في خراف العيد الإيرانية.. أمريكا تبحث عنه في أحذية المسافرين.. والحدود بين الدول في حالة تأهب قصوى.. هكذا يعيش العالم حالة من الرعب..

والمرض موجود في دول كثيرة حول العالم، مثل: أستراليا، وبعض الدول الأوربية والبلاد الاسكندنافية وآسيا وجنوب أمريكا وفي قارة إفريقيا.. وهو لا يوجد في شمال ووسط أمريكا أو في دول المحيط الهادي والكاريبي.

الكارثة الحقيقية تكمن في بريطانيا؛ حيث تأكد المرض في أكثر من 260 حالة حتى 17 من مارس، ويتوقع البيطريون أن يصل عدد الحيوانات المذبوحة إلى مليون حيوان وسط صراخ المزارعين الذين يرون أن الحكومة تبالغ في تقدير المشكلة، ويعتقد العلماء أن المنشأ كان في مزرعة في شمال بريطانيا تسمى Northumbria، باعت خنازير مريضة إلى مزرعة أخرى في الجنوب الشرقي، وتهدد الكارثة عشرين مليونًا من البقر والخراف والخنازير في بريطانيا.

بلادنا العربية ليست بمنأى عن الكارثة؛ فوفقًا لإحصائيات عام 2000 سجلت 101 حالة في العراق، و22 حالة في السعودية، و3 حالات بالإمارات، أما عن إحصائيات عام 2001؛ فلم يعلن عن إصابات إلا عن 8 حالات في الإمارات، وحالتين في السعودية، وظهور 13 حالة في الأغنام الفلسطينية، وتقدر خسائر لبنان بـ 15 مليون دولار سنويًّا من جراء هذا المرض، والمشتقات الحيوانية مهددة بالتراجع بنسبة 40% على الأقل من ثروة الدول العربية والنامية، ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن هناك دولاً لم تعترف صراحةً بوجود المرض لديها؛ حيث لم تسجل القاهرة إحصائيات دقيقة للحيوانات المصابة، بينما يؤكد البيطريون وجود المرض بصورة مقلقة في الريف المصري.

وتحاول الدول العربية الآن إنقاذ الموقف باتخاذ بعض التدابير اللازمة، كمنع استيراد الحيوانات من بريطانيا، وقد قررت جامعة الدول العربية الإشراف على إنشاء مكاتب ولجان بيطرية؛ لمراقبة الثروة الحيوانية، ومكافحة الأمراض الشائعة في الشرق الأوسط، وسيظل الأمر خطيرًا للغاية ما لم تتخذ الدول العربية تدابير أخرى أكثر صرامة لمواجهة المشكلة.

وسائل المقاومة

مصل الحمى القلاعية غير معترف به في كثير من الدول، خاصة الأوروبية، ويرجع البيطريون السبب إلى أن المصل لا يمنع الحيوان من حمل المرض وعدوى الآخرين، كما أن اختبارات الدم لا تفرق بدقة بين الحيوان المتلقي للمصل أو المصاب فعلاً، ويستخدم المصل في البلاد التي تتكرر فيها المأساة، والتخلص من الحيوانات المصابة يصبح أمرًا عسيرًا، كما هو الحال في بعض الدول العربية.

ومن الوسائل الأخرى للتخلص من المرض:

- سرعة التشخيص، ثم إعدام الحيوانات المصابة، وحرقها، ثم دفن نفاياتها.

- حرق الأدوات الملوثة فوق درجة حرارة تصل إلى 121 درجة مئوية.

- رش المزارع المصابة ببعض المطهرات مرتين يوميًّا لمدة ستة أشهر، لا يسمح خلالها لأي حيوان بالاقتراب، ويعتبر حمض الليمونيك أحد أهم هذه المطهرات.

- يحظر الاقتراب للماشية والإنسان من المكان بمساحة يقدر نصف قطرها بـ 2 ميل، كما أن هناك منطقة حجر احتياطية يقدر نصف قطرها بـ10 إلى 15 ميلاً.

- تحرك الإنسان للصيد أو لممارسة الألعاب الخلوية كالجولف وركوب الخيل لا بد أن يكون تحت رقابة مشددة.

"العالم مهدد بالحمى القلاعية" كان هذا هو العنوان الذى اختارته بعض وكالات الأنباء العالمية فى متابعتها للمشكلة.. ولا يسعنا إلا الانتظار ومراقبة الأمر عن كثب؛ حتى نعلم هل كان هذا الإعلان ضجة إعلامية أم حقيقة واقعية؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حمى العالم بالحمى القلاعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحلى حياة :: منتدى الصحة-
انتقل الى: