ابو مالك
عدد الرسائل : 45 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: من ملامح الشخصية المسلمة التى يسعى الداعية لايجادها الخميس أكتوبر 02, 2008 6:52 am | |
| الإرادة.. من ملامح الشخصية المسلمة التي يسعى الداعية لإيجادها "إن المسلم بقواه الكامنة، وملكاته المدفونة فيه، والفرص المحدودة المتاحة له، يستطيع أن يبنى حياته من جديد". كلمات سطرت بأحرف من ذهب، صاغها الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله يبصر الدعاة بطريقهم، ويبث فيهم روح المثابرة والإرادة والعزيمة.
ثم خاطب المسلم منا بقوله: "فلا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. إن الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك، فلا مكان لإبطاء أو انتظار". ومن هنا يدرك الدعاة إلى الله أن أول عوامل النجاح، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم (لا أستطيع مستحيل)، وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني، وقصور العقل الباطن، ووهن القوى العقلية. وتلك هي روح المبادرة، فإن الأخذ بالأسباب الشرعية والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة، وقديماً قيل: "نصف الحياة حلم ونصفها الآخر حقيقة".. وكثيراً ما تتحول الأحلام إلى حقيقة أو العكس، "فأحلام الأمس حقائق اليوم". المثابرة إرادة
"لا يوجد صعب تحت الشمس" عبارة قالها الناس في كل زمان ومكان. فما دامت هناك إرادة وتصميم وعزم بلغ الإنسان أعظم ما يتمنى. وصدق الإمام البنا حين قال: "إن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته". فما الإرادة؟
الإرادة في اللغة: "أراد الشيء، بمعنى أحبه وعني به ورغب فيه"(1) والإرادة هي القوة الخفية لدى الإنسان وهي تعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما، وتجد أنها راغبة فيه ومدفوعة إليه.. والإرادة قوة مركبة من: رغبة + حاجة + أمل. ورحم الله الإمام البنا حينما أكد ضرورة توفر تلك الإرادة في العاملين للإسلام بقوله: "إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه، والمساومة عليه والخديعة بغيره". بل إن الامام البنا لم يقف بالإرادة وتوافرها عند حدود دعاة الإصلاح فقط، بل يجعلها من ملامح الشخصية المسلمة التي تسعى الدعوة لإيجادها في أرض الواقع فقال: "نحن نريد نفوساً حية قوية فتية، وقلوباً جديدة خفاقة، ومشاعر غيورة ملتهبة، وأرواحاً متطلعة متوثبة. إن الإسلام يريد في الفرد وجداناً شاعراً يتذوق الجمال والقبح، وإدراكاً صحيحاً يتصور الصواب والخطأ، وإرادة حازمة لا تضعف أمام الحق، وجسماً سليماً يقوم بأعباء الواجبات الإسلامية حق القيام، ويصبح أداة صالحة لتطبيق الإرادة الصالحة وينصر الحق والخير". فعلى قدر تحقق تلك الإرادة في نفوس أصحاب الدعوات وحملة الرسالات، وأتباعهم، يكون نجاح تلك الدعوات في الوصول لأهدافها. روح المثابرة: أخي الحبيب.. قد يتوقف الإنسان في أحد منعطفات الحياة، ولكن من لديه غاية لا يتوقف أبداً، وهذا هو الذي دفع الصحابة للعمل من أجل الفردوس الأعلى. ولنا في الحبيب صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في المثابرة وقوة الإرادة. ففي حالات السلم نجده يعلنها قوية: "والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته، حتى يظهره الله أو أهلك دونه" وفي حالات الجهاد نجده يعلنها أيضاً قوية: "والله لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي". ومن أثر تلك المثابرة والإرادة القوية، تربت أجيال الصحابة الكرام، فنجد كلمات أبي بكر } وقت الردة خير تعبير عن أثر تلك التربية النبوية "أينقص الدين وأنا حي! والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"، وقوله: "ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي"(2) وفي سيرة الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز يرحمه الله ما يوضح لنا قصة إنجاز ورواية مجد، فها هو يروي عن نفسه فيقول: "إن لي نفس تواقة كلما وصلت إلى شيء تاقت إلى ما هو أعلى منه، وقد وصلت إلى الخلافة، وقد تاقت نفسي إلى الجنة"، ويقول أيضاً عن نفسه في رواية أخرى: "إن لي نفسا تواقة، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم وإلى العربية والشعر، فأصبت منه حاجتي وما كنت أريد، ثم تاقت نفسي وأنا في السلطان إلى اللبس والعيش والطيب، فما علمت أن أحد من أهل بيتي ولا غيرهم كان في مثل ما كنت فيه، ثم تاقت نفسي إلى الآخرة والعمل بالعدل، فأرجو ما تاقت نفسي إليه من أمر آخرتي". المثابرة طريق لا نوم فيه
جاءنا عن الحبيب المصطفى قوله "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة"، ولكن لابد للسلعة الغالية من بذل ثمن مناسب يليق بها.. ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر..!! وسيدفع من أجل (عينيها) كل ما يستطيع بطيب نفس، وسلعة الله غالية.. بل غالية جداً وعزيزة.. فمن رغب فيها بجد، فليعزم على ألا ينام في عرض الطريق. ولقد طلبت السيدة خديجة رضي الله عنها من حبيبها وقرة عينها محمد صلى الله عليه وسلم أن ينام.. فقال لها: "مضى عهد النوم يا خديجة"!! نعم.. مضى عهد النوم، ولا راحة في الطريق حتى يضع الدعاة أقدامهم في الجنة. نطق بذلك الفاروق عمر "الراحة للرجال غفلة"، وأكد المعنى نفسه الإمام أحمد بقوله: "لا راحة للمؤمن إلا في الجنة". فلا تعرف عيون المشتاقين النوم أو الغفلة، ولا تعرف عيون الخائفين الراحة أو السكون، بل هو الجد والعمل والاجتهاد والمثابرة الدائمة. فحاول أخي الداعية، أن تكون يقظاً على الدوام.. يقظاً مع الله.. مشدوداً إليه.. واستمت في مواصلة الرحلة مهما حدث، وامض في إصرار وملء قلبك ثقة بربك الكبير المتعال.. فإذا أنت هناك!! في جنة الخلد مع الحبيب المصطفى. الطموح كنز لا يفنى لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحاً وانظر إلى المعالي، فإن الرجل الواحد بوسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته. وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام، فبعد أن كانوا أناساً خاملي الذكر، أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام، وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة، رغم ما بهم من عجز، إلا أنهم كانوا قادرين على تفجير ما لديهم من طاقات ولو كانت محدودة، فأناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب، وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها؛ رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة. صور رائعة 1 تجربة الإمام الشافعي: فقد ولد الإمام الشافعي سنة 150 هجرية، في العام نفسه الذي توفي فيه الإمام أبوحنيفة. وعندما شب محمد بن إدريس الشافعي دفعت به أمه إلى مكتب في مكة لحفظ القرآن، وكانت الأسرة فقيرة، فلم تجد أمه ما تدفعه للمعلم.. فكان المعلم مهملاً في تحفيظه القرآن، ولكن الشافعي هذا الفتى الصغير كان يستمع إلى ما يحفظه المعلم لرفاقه فيحفظه، حتى إذا قام المعلم من مجلسه جلس الشافعي ليحفظ قرناءه ما قرأه عليهم المعلم! لاحظ هذا معلمه فقال: ما تبغي؟ فقال له الشافعي: أُعَلِّمُ قرنائي، على أن تعلمني أنت.. وأكفيك أمر الصبيان. وافق المعلم على هذا، وأعفاه من الأجرة، واستمر هذا الحال حتى حفظ الشافعي القرآن وهو ابن سبع سنين(3). 2 ابن الأثير: كان مقعداً، ومع ذلك ألف كتبه الرائعة "كجامع الأصول والنهاية في غريب الحديث... الخ". 3 ابن القيم: أتدري كيف كتب كتابه القيم (زاد المعاد)؟ لقد كتبه وهو مسافر، متحدياً مصاعب السفر ومشاقه. 4 شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله، كتب غالب فتاواه الكبرى وهو في السجن، رغم مرارة الظروف وقلة المعين. 5 توماس أديسون: إنه مخترع الكهرباء الذي قام ب 1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع، ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروساً تعلم من خلالها قواعد علمية وتعلم منها محاولات أدت به في النهاية إلى اختراع الكهرباء. | |
|
أبو أقصى
عدد الرسائل : 256 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 10/09/2008
| موضوع: رد: من ملامح الشخصية المسلمة التى يسعى الداعية لايجادها الخميس أكتوبر 02, 2008 7:45 am | |
| أخي الحبيب / أبو مالك... بارك الله فيك على الموضوع المميز ((المثابرة)) ((الإرادة))... لابد منهما خاصة في الشخصية المسلمة لأنهما من أساسيات الحياة الكريمة جزيت خيراً اخي الكريم على الموضوع خالص تحياتي الك وللجميع | |
|
**(الدمعة الحزينة)**
عدد الرسائل : 63 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 17/09/2008
| موضوع: رد: من ملامح الشخصية المسلمة التى يسعى الداعية لايجادها الخميس أكتوبر 02, 2008 8:11 am | |
| | |
|
سمراء
عدد الرسائل : 41 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 01/10/2008
| موضوع: رد: من ملامح الشخصية المسلمة التى يسعى الداعية لايجادها الأربعاء أكتوبر 15, 2008 7:03 am | |
| اخى الكريم ابو مالك
بارك الله فيك على روعة وجمال مواضيعك
جعلها الله فى ميزان حسناتك
مودتى واحترامى
سمراء | |
|